يروى عن احد التابعين وهو " حاتم الأصم"
انه جمع ابناءه وقال لهم : اني قد نويت الحج فهل تأذنون لي ؟
فرد اهله : كيف ؟!! ولمن تتركنا وليس عندنا فضل زاد ؟
ولكن ابنته قالت : إذهب يا أبي وتوكل على الله فالله الذي لا إله إلا هو لن يضيعنا
فسافر الى الحج ..
وبعد يومين نفد الزاد من البيت فلا غداء ولا عشاء
وبدأ اهل البيت يلومون اختهم ويوبخونها ختى اجهشت بالبكاء
وذهبت في خلوة وقالت " اللهم لا تخيب حسن ظني بك" ..
وفي هذه الأثناء طرق بابهم
فقالت من بالباب؟
قال انا الأمير هل لي بشربه ماء ؟
فاخذت كوبا وغسلته ثم سكبت الماء فيه وفتحت الباب وناولته للأمير
فما كاد ان يرفع الإناء عن فيه حتى قال : لمن هذا البيت ؟ هل هو لوزير ؟
قالت لا بل هذا بيت حاتم الأصم ..لما أيها الأمير ؟
قال : والله ما ذقت ألذ ولا اعذب من هذا الماء في حياتي
ثم التفت الى صحبه ورفقائه فقال وبيده صرة من المال : من احبني فليعمل ما عملت .. والقى الصرة في الدار
فما كان من صحبه إلا ان فعلوا فعلته لدرجة ان بعضهم لم يملك المال فالقى بضعا من ملابسه او سلاحه .. ثم انصرفوا
وفرح اهل الدار بذلك فرحا كبيرا
إ
لا ان البنت دمعت عيناها وقالت اللهم قد اكرمتنا بتوكلنا عليك .. فأكرم ابي القادم إليك
وفي قافلة الحج اصيب اميرها بلدغة فدعو الطبيب فلا طبيب فقالوا ألا من رجل صالح يدعو ويرقي السليم
فقدموا حاتم الأصم فرقاه بفاتحة الكتاب فبرأ كأنما نشد من عقال
فأغدق عليه كثيرا من المال والعطايا حتى قيل ان في ذلك الموسم لم يكن اغنى من حاتم الأصم