[
[
هل تنظرين إلى المرآة فلا يعجبك ما ترين؟ هل تشعرين بشكل دائم أنك تعانين من زيادة في وزنك تشوّه مظهرك، حتى لو أثنى عليك الناس وقالوا إنك جميلة ورشيقة؟ هل تتمنين لو كنت أكثر نحافة، وتظنين أنك لن تستطيعي أبدا الوصول للمظهر الذي تتمنينه لنفسك؟؟
إذا كانت معظم إجاباتك بنعم، فأهلا بك في عالم المراهقات!
فللأسف معظم المراهقات لا يشعرن بالرضا عن مظهرهن وشكل أجسادهن حتى لو كن يتمتعن بالرشاقة والجمال، وذلك لأن لديهن هوسا بعارضات الأزياء ونجمات هوليوود، ويتمنين لو يصبحن مثلهن في نحافتهن حتى لو كن جلدا على عظم! السبب في ذلك هو سيطرة أساطير وأفكار مغلوطة بعينها على رؤوس الفتيات، ومنها:
- كلما كنت أكثر نحافة، ستكونين أسعد وأعظم الفتيات
هذا ليس صحيحا على الإطلاق، فهناك فارق كبير بين الرشاقة، والنحافة. الرشاقة هي تناسق أجزاء الجسم مع التمتع بوزن صحي وجسد رياضي، أما النحافة فهي منافية للصحة، ويرافقها دوما الإعياء والإرهاق وعدم القدرة على التركيز وبشرة غير نضرة.
وبعيدا عن ذلك، ربما تشعرين بسعادة زائفة في البداية إذا أصبحت رشيقة أو نحيفة، لكنها سعادة مؤقتة وليست حقيقية لأنها مرتبطة فقط بنجاحك في تحقيق الهدف الذي تسلط على أفكارك وسيطر على إرادتك. هل تناولك لقطعة لذيذة من الحلوى كفيل بإسعادك طوال العمر؟؟ بالطبع الإجابة هي "لا".
ربما تشعرين أن سعادتك مرتبطة بجمال مظهر جسدك، لكن الأمر ليس كذلك على الإطلاق، فسرعان ما ستعودين للشعور بعدم الرضا بعد أن تعتادي كونك أقل وزنا، لأن سبب المشكلة الأصلي لم يكن وزنك الزائد، بل السبب أهم وأعمق من ذلك. اجلسي مع نفسك وواجهيها بصدق. فكري في الأسباب الحقيقية التي تشعرك بالحزن وعدم الرضا... هل هي علاقاتك المتوترة بأصدقائك؟ خلافاتك مع أفراد أسرتك؟ هل تعانين من فقدان الثقة في جمال مظهرك لأن هذه هي الحقيقة، أم هذا فقط ما تدعينه حتى لا تكشفي عن الأسباب الحقيقية؟
وإلى أن تكتشفي سبب معاناتك الحقيقي وتتعاملي معه بحسم، لن يكفي أبدا أن تتخلصي من بعض الكيلو جرامات لتشعري بالسعادة والثقة.
- إذا بذلت جهدا دائما، ستصبحين أكثر رشاقة وجمالا من كل الفتيات:
للمرة الثانية نقول إن هذا غير حقيقي بالمرة، فالجمال والرشاقة - مثلهما مثل الذكاء والنجاح - أمور نسبية ، وليست مطلقة. لذلك فمهما بذلت من جهد في ممارسة التمارين الرياضية واتباع النظم الغذائية، أو حتى التطرف لدرجة الامتناع عن تناول الطعام لأيام كاملة وتجويع نفسك، ستظل هنا من هي أكثر منك رشاقة وتناسقا، ومن هي أجمل منك، وأكثر تفوقا، وأكثر ذكاء، بل أيا ما كانت الصفة المحمودة التي تفكرين فيها، ستجدين من تفوقك فيها لو ركزت تفكيرك على هذا الأمر.
عقد المقارنات بينك وبين الآخرين قد يكون محمودا وجيدا، إذا كان يلهمك للاستفادة من تجاربهم، ويشجعك على بذل المزيد من الجهد في سبيل المضي قدما على طريق تحقيق أهدافك. لكن المبالغة بشكل مرضي في عقد المقارنات، وشغل نفسك بها بشكل دائم، ليست إلا إضاعة للوقت والجهد، وستعمق من إحساسك السلبي المتعلق بعدم رضاك عن نفسك، بدلا من أن تحفزك لتطوير نفسك.
لذا لا تضيعي وقتك وجهدك في سباقات منهكة لن تنتهي، تسعين من خلالها لملاحقة الأخريات بشكل دائم والتفوق عليهن في مضمار الرشاقة وخسارة الوزن. فقط اعملي على الوصول إلى الوزن الصحي المثالي بالنسبة لك، والذي سيساعدك على الظهور في شكل أفضل، وكفى.
أما ما تبقى من وقتك وجهدك، فوفريه للاستمتاع بحياتك والتفوق في دراستك وممارسة هواياتك.
منقول