وصية للمرأة العاملة
بما أنه لا مانع من عمل المرأة خارج المنزل، مع مراعاة المرأة لأولوية الأسرة والزوج وحاجاته، فلا بد من تلتفت المرأة العاملة إلى أمر في غاية الأهمية يتعلق بأخلاقيات التعاطي في قضية الإنفاق.
قد تشتبه المرأة فتقع في مشكلة المنّ على الزوج فتقول: أنا أنفق عليك وعلى أولادك... سيما إذا كان معاشها أفضل من معاشه، أو كان يمر بظروف لا يقدر على الإنتاج المناسب لحال أسرته فيها، فإن هذا القول والعمل مما حذرت منه الروايات الشريفة، ففي الرواية عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "لو أن جميع ما في الأرض من ذهب وفضة حملته المرأة إلى بيت زوجها ثم ضربت على رأس زوجها يوما من الأيام، تقول: من أنت؟ إنما المال مالي حبط عملها ولو كانت من أعبد الناس إلا أن تتوب وترجع وتعتذر إلى زوجها"
وفي رواية أخرى عن سلمان المحمدي أنه سمع رسول الله صلى عليه وآله وسلم يقول: "أيُّما امرأةٍ منَّت على زوجها بمالها، فتقول: إنَّما تأكل أنت من مالي، لو أنَّها تصدقتْ بذلك المال في سبيل الله لا يقبلُ الله منها، إلا أن يرضى عنها زوجها
أيتها الزوجة العاملة التي تساعدين زوجك في ظروف الحياة العصيبة، فليكن عملك خالصاً لله تعالى، لا تجعلي الشيطان يستغل بذلك للمال في إقناعك بأنك الأفضل ولك الفضل على زوجك، فلتكن خديجة الكبرى نموذجك الأمثل في هذا الإطار، فهي قد بذلت كل ثروتها على الرسالة المحمدية، ولم تمن على الرسولا يوماً بدرهمٍ أو دينار.
يروي ابن عباس في تفسير هذه الآية ﴿وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى﴾14 "يعني وجدك فقيرا فأغناك بمال خديجة، كان لخديجة مالٌ كثيرٌ وحسنٌ وجمال، ومن جملة مالها من أواني الذهب مئة طشت، ومن الفضة مثلها ومئة إبريق من ذهب، ومن العبيد والجواري مئة وستون، ومن البقر والغنم والإبل والحلي والحلل وغيرها ما شاء الله وقيل: كان لها ثمانون ألف من الإبل بل كانت تؤجر وتكري من بلد إلى بلد فبذلت تلك الأموال والجواري والعبيد لرسول الله صلى عليه وآله وسلم حتى بقيت تنام هي ورسول الله صلى عليه وآله وسلم في كساء واحد لم يكن لها غيرها".
يقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى ممكن تشرفونا برايكم