قواعد فى التعامل مع الأطفال والمراهقين
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد ...
فأسأل الله أن ينفعني وإياكم بهذه القواعد والكلمات..
وأن يوفقني وإياكم إلى العمل بها في تربية الأولاد والبنات
القاعدة الأولى :
***التأديب من الآباء ، والإصلاح من رب الأرض والسماء***
هذه قاعدة عظيمة في تربية الأولاد ،
أردت أن استفتح بها هذه القواعد لخطورتها وأهميتها
فكثير من الآباء يظن أنه قادر على تربية ولده
بمهاراته التربوية وقدراته العقلية وملكاته النفسية !
ويظن أنه بإدخالهم لأفضل المدارس ، وتعليمهم أرقى العلوم ،
وخلطهم بأرقى طبقات المجتمع
مسيطر على نفوسهم ، ومهيمن على تصرفاتهم
وهذا غلط فادح
ذلك أنه لا بأس أبدا أن يأخذ الوالدان بكل أسباب التربية المباحة المتاحة
ولكن البأس كل البأس في ركون قلبهما لهذه الأسباب .. ثقة بها واعتمادا على قوتها وشأنها
فالإنسان إذا وكله الله إلى نفسه ضل .. وإذا وكله إلى علمه ذل
فهذا نبينا صلى الله عليه وسلم .. وهو من هو في علمه وحلمه وحكمته وفطنته
قال له ربنا سبحانه : إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ
وهذا نبي الله نوح عليه السلام لم يقدر على ابنه ..
حتى وصل الأمر أن قال لله رب العالمين مشفقا على ولده:
رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ
فقال له ربنا جل وعلا :
قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ
ولذا كان من جملة ما يقوله النبي صلى الله عليه وسلم كل يوم إذا أصبح
كما في مسند أحمد من حديث زيد بن ثابت في دعاء طويل :
وأشهد أنك إن تكلني إلى نفسي تكلني إلى ضيعة وعورة وذنب وخطيئة
وإني لا أثق إلا برحمتك فاغفر لي ذنبي كله إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت وتب علي إنك أنت التواب الرحيم
يالله .. تأملوا رعاكم الله في هذا المعنى الخطير ..
الذي يغفل عنه كثير من الآباء في زماننا ..
لا تركنوا إلى أنفسكم في تربية أولادكم .. لا تركنوا إلى أفهامكم ..
لا تركنوا إلى عقولكم .. لا تركنوا إلى مهاراتكم
بل اركنوا إلى الركن الشديد .. والرب المجيد
الذي يقلب قلوب العباد .. ويلقي فيها بالخير والسداد
وفرقوا بين الأخذ بالأسباب .. وتعلق القلوب وتوكلها على مسبب الأسباب
فما عليكم إلا النصح والإرشاد .. وأما الإصلاح حقيقة فمرده إلى رب العباد.
والله الموفق
:
/:
:
القاعدة الثانية :
***الطفل كالاسفنجة في شرب المياه
يتشرب ما يراه ... ويحاكي أمه... وأباه***
كثير من الآباء والأمهات لا ينتبه لمثل هذا الأمر الخطير
وكثير منهم يظن أن هذا التشرب لا يبدأ إلا مع بداية سن التمييز
في الرابعة أو الخامسة
وهذا غلط ... ذلك أن الطفل يبدأ هذا التشرب في سن مبكرة جدا ..
لدرجة أن بعض الباحثين ذهب إلى ظهور هذا التشرب في فترة الحمل !
وتشرب الطفل من أمه وأبيه ليس مقتصرا على الأقوال فحسب
بل يتعدى إلى الأفعال والأحوال والهيئات ،
والحركات والسكنات ، والمشاعر والانفعالات
والمشاهد التي يراها الطفل لا تخلو من نوعين :
مشاهد حسية ومشاهد معنوية
المشاهد الحسية كالألفاظ والحركات ونحوهما من الأشياء المادية
والمشاهد المعنوية كالمشاعر والانفعالات ونحوهما من الأشياء الروحية
فأما المشاهد الحسية فيراها بعين وجهه [البصر]
وأما المشاهد المعنوية فيراها بعين قلبه [البصيرة]
وهذه المشاهد لا تخلو من حالين :
فإما أن تكون إيجابية ، وإما أن تكون سلبية
ولأن الطفل عادة لا يفرق بين السلبيات والإيجابيات
فينبغي على الوالدين تعلم [مهارة التعليق]
[طبعا مش تعليق أولادهم في النجفة ) ]
وأعني بمهارة التعليق القدرة على الاستفادة من المشاهد السلبية والإيجابية المحيطة بالطفل في تنمية فكره وعقله
فلا يجمل بالأبوين أبدا أن يمرا على هذه المشاهد مر الكرام ..
من غير تعليق ولا توصيف ولا كلام
وسأتكلم إن شاء الله في المرة القادمة عن مهارة التعليق ..
مع ضرب أمثلة على كيفية استغلالها لكل أم حانية وأب شفيق
والله الموفق
منقول