اخواتي
عندما يتعلق الأمر بالمستقبل، ينقسم الشباب إلى فئتين: فئة تخاف من المستقبل وفئة تثق فيه. الفئة التي تخاف من المستقبل تبني حياتها على اساس الاحتياط والأمان. غداً غالباً ما يرتبط لدى هذه الفئة بكوارث غير معروفة أو مصائب منتظرة. لذا تجب الحيطة والحذر. يجب الانتباه إلى امتلاك زمام الغد من خلال الجد والعمل والحيطة بشكل دائم. حياة هذه الفئة تختصر بالاستعداد للغد السيء. بالمقابل، الفئة الأخرى تثق بالمستقبل وتحلم به. من هو على حق بين الفئتين؟
المستقبل لا أحد يملك زمامه. إذا كان المستقبل جيداً فسوف يكون جيداً للجميع وإذا كان سيئاً فسوف يكون سيئاً على الجميع.
لكن هذا لا يعني الاستكانة والكسل. العمل مطلوب بشكل عام لبناء الحياة اليوم وليس للغد فقط ولهذا يتوجب على كل شخص العمل بجد دائماً. لكن العمل اليوم للاحتياط غداً هو طريقة فاشلة في إدارة الحياة تعتمد على ترهيب الانسان لنفسه.
من يعيش ضمن وهم الغد السيء يرى كل شيء يأتي على أنه من علامات الغد السيء. يقضي عمره يحاول تفادي المصائب الوهمية التي يصنعها عقله. وعندما تأتي مصيبة حقيقية تلم به وبغيره لا يجدي كل احتياطه نفعاً. بالمقابل من يعيش بثقة في المستقبل فهو يقضي حياته يأمل بغد أفضل. المصائب التي تأتي تكون مجرد عقبات سوف تزول لأنه يؤمن بغد أفضل. ايمانه بغد أفضل لن يجنبه المصائب المحتمة التي سوف تأتي عليه. لكنه يسمح له أن يعيش اليوم بسعادة وأمل.
الخوف من المستقبل سمة المتشائمين. هناك مصادر كثيرة للخوف في حياتنا ولا حاجة لاضافة مصدر آخر عن طريق الخوف مما لم يأتي بعد. أن تكون متفائلاً لا يعني أن تتصرف بشكل متهور وتنسى واجباتك. إنه مجرد طريقة فعالة لتحافظ على عقلك في حالة أمل دائم يدفعك نحوالأمام مهما صعبت الظروف .
قال صلي الله عليه و سلم ..تفاءلوا بالخير تجدوه